السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. انافتاة عمرى23 عام تعرضت في صغري للتحرش من قبل ابناء عمومتى واستمر هذا التحرش الجنسى حتى الان وانا فى صغرى لم اكن ادرك خطورة هذا الفعل فلم اتحدث به لاحد.
ولما زاد عمرى لم استطع ان اتحدث ايضانظرا لان امى شديدة قاسيه لا تسمع لى وان سمعت ضربت وقست على سواء كنت مذنبه ام لا. فاثرت الصمت واستمر هذا التحرش الجنسى بى من سن الرابعه حتى الان.
ولكن مشكلتى اننى اعتدت على هذة الافعال واصبحت اداوم انا عليها تعودتها فاصبحت اطلبها منهم بنفسى واذا ما استطعت ان افعل معهم هذه الممارسات اقوم بالعادة السريه مع نفسى.
اعتدت المعاصى وتركت الصلاة ونسيت القران بعد اجتهاد وخبرة فيه.اشعر ان الله يمقتنى ولا يرغبنى بين عبادة يرمينى بالبلاء بسبب المعاصى.
ودائما ابكى بسبب عدم القدرة على البعد عن هذه الافعال لدى احساس دائم ان الله سيعاقبنى فى الدنيا بذل وانكسار ومرض طويل فانا غير موفقة فى اى شئ او عمل اقوم به حتى فى منزلى.
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة والملحمة وبعد :
أختي الكريمة:
إن ما تعرضت له في صغرك لشيء مؤسف حقا ، بيد أن الاستمرار به وعدم التخلص منه مؤسف أكثر ، لذلك أرى نفسي أنني مجبر لأن أوجه كلماتي هذه – رغم أنك صاحبة الاستشارة والمشكلة – إلى كل أم وأب يخافان الله سبحانه وتعالى ، ولكل شاب وفتاة للتعرف على هذه المشكلة الخطيرة للوقاية منها حتى لا تقع أو لعلاجها إذا ما وقعت على أحد أطفالنا حماهم الله تعالى وأبعد عنهم الشر والشرور .
لذلك سوف أبدئ بتعريف التحرش ثم أبين بعض أسباب التحرش وطرق الوقاية منه .
أولا – تعريف التحرش الجنسي:
التحرش الجنسي هو ملامسة أو مداعبة أماكن العفة بالمتحرش به أو ترغيب و ترهيب الطفل على فعل ذلك بالمتحرش .
ثانيا – أسباب التحرش و طرق الوقاية منه:
لعل أهم الأسباب التي تقف وراء هذا الفعل البشع ما يلي :
1-ضعف التربية الدينية : لعل أهم أسباب شيوع هذا العمل الشنيع هو ضعف الوازع الدين و انعدام التربية الدينية الرشيدة ، فينشأ المتحرش والمتحرش به بعيدان عن القيم الدينية و الخوف من الله تعالى فيجري المتحرش وراء شهواته الحيوانية ولو بالاعتداء على المحارم و الأقارب.
2-كثرة الأبواق التي تنادي الشهوات الحيوانية : عن طريق الإعلام المرئي المتمثل بالتلفاز الفضائي المتوفر في معظم بيوت المسلمين إضافة إلى باقي الأبواق من أمثال الهاتف النقال والذي يستطيع عرض أي فلم إباحي وكل ما هو سري وبغيض.
3-ضعف أو غياب الرقابة الأبوية : فنرى الأبوين مشغولين بشؤونهما الخاصة دون أدنى اهتمام بمراقبة الأطفال ومن يختلط بهم لحمايتهم من الأخطار التي قد يتعرضون بها إذا لم تراع حقوق الله تعالى ومحارمه.
4-تأخر سن الزواج : بسبب تدني مستوى المعيشة وتعاظم متطلبات الزواج مما جعل كثير من الشباب يبتعد عن الزواج فنراه يميل – إلا ما رحم ربي – إلى إشباع شهوته ولو عن طريق التحرش بالمحارم أو الأقارب.
5- جهل الأبوين بأصول التربية الإسلامية : والتي تتمحور بعدم الخوف إلا من الله تعالى في السر والعلن والتواصل والتحابب بين جميع أفراد الأسرة وخاصة الأبوين .
وبعد أن بينت لعموم القراء تعريف التحرش وأهم الأسباب التي تقف وراء هذا الفعل وعرضت لبعض أساليب الوقاية منها فأقول لأختي السائلة:
الحقيقة التي يجب أن أبينها وأظهرها لك أنني قد استشفيت من كلماتك بذرة طيبة وصلاح يريد أن يستيقظ بالتوبة الصادقة النصوحة إلى الله تعالى وكثرة التعبد والتضرع إلى من بيده كل شيء .
لذلك أنصحك أيتها الأخت:
1-بالتوبة الصادقة النصوحة إلى الله تعالى في السر والعلن .
2-كثرة قراءة القرآن والاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم .
3-الابتعاد عن الوحدة وأهل السوء وإن كانوا من الأقرباء .
4-الانتظام بأحد الدروس العلمية للتفقه بالدين .
5-السعي الجاد -وفق العرف الصحيح - للزواج من رجل صالح فيصلح الله تعالى به حالك.
6-مداومة استشارتنا حتى تصلي إلى بر الأمان ، فنحن أهلك الذين يهمنا إصلاح حالك ودينك ودنياك فلا تترددي في ذلك أبدا وفي أي شأن من شؤونك .
والله المستعان
اسم الكاتب: د. مسلم محمد جودت اليوسف
مصدر المقال: موقع المستشار